دراسة الحالة في البحث العلمي

ما هي دراسة الحالة في البحث العلمي؟

يتميز منهج دراسة الحالة عن غيره من مناهج البحث العلمي بكونه لا يحدد عينة ومجتمع للبحث، بل يختار حالة محددة لتناولها وفحصها بشكل دقيق، وتتم عملية اختيار الحالة للدراسة وفقًا لشروط محددة، للتوافق مع طبيعة الدراسة المختارة لها، وليس بشكل عشوائي ليس من شأنه أن يخدم أهداف الدراسة، إن منهج دراسة الحالة فريد بنوعه بشكل عام عن مناهج البحث العلمي الأخرى، ويلجأ إليه الباحثون في حالة الرغبة في الحصول على نتائج ومعلومات تفصيلية حول فئة محددة.

مفهوم دراسة الحالة:

يمكن تعريف منهج دراسة الحالة بأنه المنهج العلمي الذي يهتم بدراسة كافة الجوانب الخاصة بظاهرة ما، أو التعرف على خصائص حالة ما قد تكون متمثلة في موقف أو فرد أو جماعة يجمعهم عمل أو هواية أو خلافه؛ ويشار إليه في بلد نشأته فرنسا بالمنهج المونجرافي، والذي يقصد به المنهج المختص بتقديم وصف شامل لموضوع محدد.


منهج دراسة الحالة في البحث العلمي؟

أهداف منهج دراسة الحالة:

يهدف منهج دراسة الحالة إلى تناول الموقف الكلي، مع الاهتمام والتركيز على الجزئيات ومعالجتها، وتناول العلاقات التي تجمعها فيما بينها، وتجمعها بالموقف الكلي الذي تشكل جزءًا منه؛ وبناءً على ما سبق فإن منهج دراسة الحالة يستخدم في الحالات الآتية:

  1. في حالة كان الباحث راغبًا في تناول وحدة واحدة، ودراستها على نحو مفصل في بيئتها الاجتماعية والثقافية.

  2. في حالة كان الباحث راغبًا في الاطلاع على تطور وحدة ما عبر التاريخ.

  3. في حالة رغبة الباحث في تناول الحياة الفردية لفرد أو جماعة معينة، ودراسة احتياجاتهم الاجتماعية والدوافع وراء أفعالهم، واهتماماتهم.

  4. كما أنه يستخدم بجانب المناهج البحثية الأخرى، في حالة رغبة الباحث بإيضاح جانب ما من جوانب الدراسة، والتي يرى أن التحليل الإحصائي لم يقدم شرحًا وافيًا للديناميكية المؤثرة على حدوثها.

دراسة الحالة في البحث العلمي

مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة؟

مزايا منهج دراسة الحالة:

تعد الميزة الأكبر لمنهج دراسة الحالة في كونه لا يكتفي بالنظر خارجيًا، والتعرف على المظهر السطحي للظاهرة، بل يأخذ نظرية عميقة في جوهرها، للتعرف على الدلالات الحقيقية المعنية لها، كما أن منهج دراسة الحالة يعد منبع الفروض التي تتطلب من الباحث الدراسة والفحص للعديد من المعلومات العلمية، وباستخدام السبل التي تمتاز بالحياد والدقة؛ منهج دراسة الحالة تتضح أهميته بشكل كبير في مساعدته على توفير قاعدة بيانات رئيسية توفر الدعم والفائدة عند التخطيط لدراسات مختلف العلوم الأساسية.

عيوب منهج دراسة الحالة:

  1. قد يواجه الباحث بعض الصعوبات في التفسير، وتتأثر نتائجه بوجهة نظره الخاصة.

  2. في كافة المجتمعات يوجد الكثير من الحالات الفردية الشاذة، والتي لا تقدم صورة عن خصائص المجتمع ككل، وبالتالي من الخطأ تعميمها.

  3. يشكك منهج دراسة الحالة بشكل مستمر في مختلف البيانات المعممة وغيرها.

  4. تكلف الدراسة التي تنته منهج دراسة الحالة الكثير من المصاريف الباهظة لصاحبها، من تكلفة مقابلات، وتجميع كافة البيانات.


خطوات البحث العلمي في منهج دراسة الحالة؟

خطوات منهج دراسة الحالة:

  1. اختيار الظاهرة أو المعضلة، أو الحالة التي يرغب الباحث في إخضاعها للدراسة.

  2. تخصيص المفاهيم، وصياغة الفرضيات العلمية.

  3. التعريف بعينة الدراسة، والمتمثلة في الحالة.

  4. اختيار الوسائل المناسبة لجمع البيانات (مقابلة، ملاحظة، وغيرها).

  5. حصر البيانات، وتدوينها، وتناولها بشكل تحليلي.

  6. التوصل إلى نتائج، وصياغة توصيات بناءً عليها.


خصائص منهج دراسة الحالة:

  1. دراسة الحالة يحتمل أن تتخذ فردًا أو جماعة لها نفس الخصائص كحالة لها.

  2. تحظى الوحدات الاجتماعية باختلاف حجمها باهتمام منهج دراسة الحالة.

  3. الوحدات الصغيرة التي يتناولها المنهج (نادي رياضي على سبيل المثال) من المحتمل أن تكون جزءًا من تناول وتحليل حالة أخرى (نظام رياضي كامل)، ومن المحتمل أن تكون حالة في حد ذاتها في دراسة أخرى.

  4. يقوم منهج دراسة الحالة على الحد الزمني، حيث يهتم بتناول التطور التاريخي للحالة، ودراسة التفاعلات بين الأحداث المترابطة التي مرت بها، بحيث يمكن تحليل تلك الأحداث إلى مواقف قابلة للدراسة بشكل أكثر دقة.