خطوات لكتابة الدراسات السابقة
مثل البناية ذات الطوابق لا يتم الطابق الثاني إلا بالطابق الأول، هكذا هو مجال البحث العلمي، إذ لا يمكن الوصول إلى بحث علمي متكامل إلى من خلال استكمال الدراسات السابقة التي تمت عملية كتابتها في ذات المجال، ولعل الدراسات السابقة في البحث العلمي لها العديد من الجوانب التي ينبغي ادراكها فالدراسات السابقة هي مرجع معلوماتي أولاً ثم هي حكم على صحة المعلومات ثم هي بداية باحث جديد من حيث انتهى باحث آخر، ولهذا كله وغير ذلك سنكتب هذا المقال مستوقفين على الدراسات السابقة وجوانبها المختلفة…. فاقرأ سطورنا التاليات
إليك تعريف الدراسات السابقة في البحث العلمي:
ليس عليك التشتت والتكدر بسبب وجود عدة تداخلات في موضوع الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي، فالتعريفات التالية سنستطيع من خلالها الخروج من العديد من هذه التداخلات وتبسيطها لك.
تأتي عملية تعريف الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي على أنها: المؤلفات والمراجع التي اعتمد عليها الباحث بشكل رئيسي في كتابة مضمون البحث العلمي.
انظر ماذا قلنا في التعريف السابق (اعتمد عليها الباحث بشكل رئيسي) وهذا يعني أن ثمة دراسات سابقة أخرى لا يشملها التعريف السابق، نعم، فكل مرجع أدخله الباحث في عملية كتابة مضمون البحث العلمي يعتبر من الدراسات السابقة، ولكن هنا نشير أن ثمة بعض المراجع التي في العادة يتراوح عددها بين 3 إلى 7 من الدراسات السابقة تكون مرتبطة بشكل أساسية بموضوع البحث العلمي كله أو جزء منه.
الآن، نفهم أن ثمة تعريفان للدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي. الأول يشير إلى الدراسات السابقة الأساسية. والآخر يشير إلى الدراسات السابقة بشكل عام وهي كافة المصادر والمراجع التي اقتبس منها الباث المعلومات.
أين ستكتب الدراسات السابقة مضمون البحث العلمي؟
الدراسات السابقة تحكمها عملية كتابة مضمون البحث العلمي بشكل عام. حيث تتم عملية الكتابة وفقاً لعناصر البحث العلمي. حيث أن الدراسات السابقة هي عنصر أساسي من عناصر البحث العلمي. وفي النقاط التالية سنوضح مكان عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي:
- تكتب الدراسات السابقة باستخدام أسلوب التلميح . ونقصد هنا بالتلميح بمعنى أن عملية الكتابة تكون عبارة عن تعريف بسيط لا يتجاوز الخمسة سطور لكل دراسة من الدراسات السابقة.
- الدراسات السابقة بشكل عام تظهر عملية الكتابة لها في متن الأبواب والفصول من مضمون البحث العلمي. فالدراسات السابقة ستكون مفصلة وداخلة في المناقشات والمقارنات في مضمون البحث الإطار النظري.
- البعض يترك فصلاً كاملاً فقط لمناقشة الدراسات السابقة، ويأتي هذا الفصل قبل الدخول في طرح فصل التحليل والنتائج، ولكن هذه الطريقة ليست مناسبة لكافة أنواع البحوث لاسيما تلك البحوث التي بحاجة لعملية تنظيم وتسلسل أفكار كاملة.
لماذا أكتب الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي؟:
هذا السؤال يقودنا إلى الفائدة من وراء عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي، ولابد أن تدرك أن لعملية كتابة الدراسات السابقة أهمية وكبيرة كبيرة منها:
- الدعم المعلوماتي لكامل مضمون البحث العلمي، حيث توفر عملية كتابة الدراسات السابقة المزيد من المعلومات المهمة.
- تزيد عملية كتابة الدراسات السابقة من مصداقية الباحث. وكأن الباحث في هذه الحالة يقول: هذا جهدي الذي بذلته في الوصول إلى المعلومات.
- كلما كانت الدراسات السابقة مرتبطة بموضوع الدراسة الحالية كلما زاد فهم القارئ للمشكلة التي يطرحها الباحث. و كذلك عملية كتابة الدراسات السابقة وإدخالها في مقارنات تكون بمثابة شروحات مبسطة لمعرفة الأسباب الحالية للمشكلة.
- من خلال عملية كتابة الدراسات السابقة يمكن استخلاص المتغيرات الثابتة والمتغيرة في مضمون البحث العلمي.
- عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي تكون بمثابة تأكيد أو نفي للنتائج في الدراسات السابقة من ناحية، و كذلك تكون بمثابة تدعيم لنتائج الدراسة الحالية.
- تقديمك الدراسات السابقة يعني اتاحة الفرصة للقارئ في الاستزادة من المعلومات.
- عملية كتابة الدراسات السابقة يحمي مضمون الدراسة الحالية من التكرار الغير مفيد لما استهلكه الباحثون الآخرون.
يمكنك كتابة الدراسات السابقة في خطة البحث العلمي كما يلي:
قلنا أن أحد أماكن عملية كتابة الدراسات السابقة هي كتابتها في خطة البحث العلمي، ومن خلال الخطوات التالية سنتعرف على الطريقة الصحيحة لذلك:
- تأتي عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث العلمي، بعد عملية كتابة الفرضيات الدراسية وقبل عملية كتابة المنهج والمصطلحات.
- سيكون لديك في العادة من خمسة إلى سبعة من الدراسات السابقة. وستبدأ بترتيبها وفقاً لآلة ترتيب محددة (سنقوم بالتطرق لها في فقرة قادمة من هذا المقال). و كذلك ستقوم أيضاً بعملية كتابة عنوان كل دراسة من الدراسات السابقة.
- أسفل كل عنوان من عناوين الدراسات السابقة. ستقوم بعملية كتابة مضمون تعريفي عن هذه الدراسة وما تحتويه من معلومات أساسية وأهم النتائج التي توصلت إليها.
- لابد من عملية كتابة مقارنات بين الدراسات السابقة ذاتها وبين الدراسات السابقة والدراسة الحالية.
- أخيراً، بعد إتمامك لعملية كتابة مضمون الدراسات السابقة ، ستقوم بعملية التوثيق لهذه الدراسات السابقة في الحواشي السفلية للصفحة.
كيف تقوم بعملية ترتيب الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث العلمي؟
في الفقرة السابقة وبالتحديد في الخطوة الثانية قلنا أنه يتوجب عليك أن تقوم بعملية ترتيب الدراسات السابقة وفقاً لآلية محددة، ومن هنا نفهم أن ثمة آليات معينة يتم فيها ترتيب الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث العلمي، وهذه الآليات هي:
- عملية ترتيب الدراسات السابقة وفقاً لتاريخ صدورها: إما تنازلياً أو تصاعدياً، تتم عملية ترتيب وكتابة الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي، فإما أن تقوم باعتماد أسلوب الترتيب من الأقدم للأحدث أو من الأحدث للأقدم.
- وفقاً للمنهج الدراسي الذي تسلكه الدراسات السابقة: تعرف على المنهج الدراسي الخاص بكل دراسة، ثم قم بعملية كتابة الدراسات السابقة وفقاً لرؤيتك الشخصية في هذه المناهج، فمن الممكن أن ترى أن تبدأ بالدراسات السابقة ذات المنهج الوصفي ثم ذات المنهج التحليلي…. وهكذا.
- الترتيب حسب الأهمية: من خلال معرفتك بمدى أهمية كل دراسة من الدراسات السابقة. و كذلك ستقوم بعملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث العلمي من الدراسة الأهم إلى الأقل أهمية.
مثال على طريقة كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث العلمي:
فيما يلي سنقوم بعرض مثال على التي توضح عملية كتابة الدراسات السابقة . وذلك لتزيد معرفتك بهذه الطريقة، وإليك المثال:
أولاً: تأثير انخفاض درجات الحرارة على انتشار فايروس كورونا
قامت هذه الدراسة بعملية كتابة كافة التحليلات المنطقية التي تحسم الجدل القائم بأن انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة انتشار فايروس كورونا. حيث قام المؤلف محمد محمود بالتجربة الميدانية والمخبرية للوصول إلى النتائج.
كما وتوصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
- انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة انتشار فايروس كورونا
- يستطيع فايروس كورونا أن يزيد نشاطه في الأجسام الباردة وهذا ما يفسر ظهور سلالات جديدة من هذا الفايروس في مطلع شتاء 2021م.
الآن، من خلال المثال السابق يتضح لنا أننا بدأن بعملية كتابة عنوان الدراسة السابقة وهو (تأثير انخفاض درجات الحرارة على انتشار فايروس كورونا)، و كذلك بعد عملية كتابة العنوان جاءت عملية كتابة التلخيص بحوالي ثلاثة سطور كنبذة بسيطة عن أهم ما احتوته هذه الدراسة السابقة، وأخيراً تم استعراض النتائج التي توصلت إليها الدراسة، وفي حال اكتمال الدراسات السابقة كلها يُفضل أن تقوم بكتابة مقارنات في سياق التعليق على الدراسات السابقة على سبيل المثال تكتب عبارة: (وهذا ما توصلت إليه هذه الدراسة بخلاف دراسة…..).
هل يمكن تسليم مضمون البحث العلمي بدون كتابة الدراسات السابقة؟
لا، تسليم مضمون البحث العلمي بدون كتابة الدراسات السابقة يعتبر في هذه الحالة لاغياً ولا يتم قبوله وذلك لأسباب عديدة أهمها:
- الدراسات السابقة هي جزء أساسي من المضمون الكامل للدراسة.
- الأهمية التي تمتلكها الدراسات السابقة بالنسبة لمضمون الدراسة تجعل البحث العلمي لا يكتمل إلا بها.
- المحكمون يقومون بتحكيم الدراسات السابقة في مضمون البحث العلمي، فما بالك إذا كانت هذه الدراسات غير موجودة من الأساس؟ فحتماً سيتم رفض قبول الدراسة كاملة.
- الدراسات السابقة تكون بمثابة نقطة الانطلاق لباقي مضمون الدراسة، حيث أننا أوضحنا أنها بداية لما انتهى عنده الآخرون، فإن لم توجد نقطة البداية لن يوجد انطلاق من الأساس.
أهم الأخطاء التي يكثر الوقوع فيها عند كتابة الدراسات السابقة:
الكثير من الباحثين يسلمون مضمون البحث العلمي وفيه أخطاء ظاهرة في الدراسات السابقة، ومن هذه الأخطاء:
- عدم موافقة مضمون الدراسات السابقة لمضمون البحث العلمي الحالي.
- التوثيق الغير كامل أ التوثيق الخاطئ لمعلومات الدراسات السابقة.
- أن يكون التلخيص غير كافي ولا يوصل المعلومات الرئيسية التي تعمل على فهم طبيعة محتوى الدراسات السابقة.
- لابد أن ترتبط الدراسات السابقة ببعضها ببعض. و كذلك من الخطأ أن تكون الدراسات السابقة بعيدة كل البعد عن بعضها من ناحية الطرح المعلوماتي الذي يشمله مضمونها.