الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة

عند استعراض الدراسات السابقة في البحث العلمي لابد أن يقوم الباحث بتلخيص الدراسة السابقة، وذلك لأنه لا يجوز كتابة كل ما هو في الدراسات السابقة. ولذلك يقع الباحث في حيرة ما الدراسات السابقة التي يقوم الباحث بتلخيصها في البحث العلمي، لذا سنعرض أشكال الدراسات السابقة التي تساعد الباحث في اختيار الدراسات السابقة. وعدد الدراسات التي من المفترض أن يحتويها البحث العلمي، ونموذج لكيفية تلخيص الدراسات السابقة وما يوضع بها وهذا ما يوضح الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة.


أشكال الدراسات السابقة والتي توضح الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة في الأبحاث العلمية:

تختلف أشكال الدراسات السابقة بناءً على التصنيف، فسيتم ذكرهما فيما يلي:

أولاً: أشكال الدراسات السابقة بالنسبة للمصدر، فيها كالآتي:

  • دراسات سابقة أولية أصلية: وهي التي تحتوي على معلومات مبتكرة وتكون تأليف جديد أي أنها غي مقتبسة من مصادر ما هي.

    وغالباً ما تكون هذه الدراسات السابقة هي الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات العلمية المحكمة.
    وتكون هذه المجلات عالمية لا تقوم بنشر أي بحث علمي.
  • أما الدراسات السابقة الفرعية: وهي الأبحاث العلمية التي أخذت من الدراسات السابقة الأولية الأصلية.
    أو أبحاث علمية حصلت على معلومات من مصادر أولية وليس منقولة من قبل أي مكان.
  • دراسات سابقة أولية وثانوية: وهي أكثر أنواع الدراسات السابقة مشهورة وذلك لكثرتها بشكل كبير.
    وهي الأبحاث العلمية التي مراجعها تكون مواقع الإنترنت والأبحاث العلمية السابقة والكتب.
    وغالباً ما تكون هذه الدراسات السابقة الثانوية موجود في مكتبات الجامعة أو مجلات النشر العادية أو المحكمة أيضاً.
    وذلك لأنها قد تحتوي على معلومات جديدة ولكن بنسبة قليلة.

ثانياً: أشكال الدراسات السابقة بالنسبة إلى المكان، فيها كالآتي:

  • دراسات سابقة عالمية: وهي الأبحاث العلمية التي أكون من إنتاج جامعة عالمية أو باحث عالمي، مثال عليها الأبحاث العلمية المتواجدة في جامعة أوكسفورد.
    أو جامعة كامبريدج، أو جامعة سنغافورة الوطنية، أو جامعة مانشستر، فهي تعتبر بالنسبة لطلاب جامعات الوطن العربي دراسات سابقة عالمية.
  • أما الدراسات السابقة الإقليمية:
    وهي الأبحاث العلمية التي مصدرها جامعات مدن الإقليم أي الوطن العربي، مثل جامعة السلطان قابوس، الجامعة الأمريكية، جامعة الملك سعود.
  • دراسات سابقة محلية: وهي الأبحاث العلمية التي تكون من نفس مدينة أو دولة الباحث.
    فمثلاً إذا كان الباحث في جامعة الملك سعود تعتبر جميع الأبحاث العلمية التي من إنتاج طلاب جامعة الملك أو طلاب جامعات الخليج دراسات سابقة محلية.

هل تختلف الدراسات السابقة عن المراجع والمصادر؟

على الرغم من أن الدراسات السابقة تعتبر مصدر ومرجع، ألا أنها تختلف عن المراجع والمصادر فالمراجع والمصادر تضم كل ما تم استخدامه في البحث العلمي بأي نسبة. ولو كانت بنسبة واحد في المئة ألا أنها تتب ضمن المصادر والمراجع وهي آخر ما توضع في البحث العلمي. أما الدراسات السابقة فهي جزء بسيط من المصادر والمراجع. ويتم توثيقها في قائمة المصادر والمراجع، وتكون متشابهة مع موضوع دراسة البحث العلمي بنسب متفاوتة. وتوضع الدراسات السابقة في البحث العلمي قبل قائمة المصادر والمراجع.

مما ذكرناه نستخلص الإجابة على السؤال بأن الدراسات السابقة تختلف عن المراجع والمصادر. ونستخلص بأن كل دراسة سابقة مصدر أو مرجع وليس العكس كل مصدر أو مرجع دراسة سابقة.


كم عدد الدراسات السابقة المسموح بها في الأبحاث العلمية وهل هذا يحدث فرقاً بين الإطار النظري والدراسات السابقة؟

لا يوجد أي قانون يلزم الباحث الالتزام بعدد معين من عرض الدراسات السابقة في البحث العلمي. ولكن كثرة الدراسات السابقة في البحث العليم تضعف قيمة البحث العلمي وتقلل من شأن الباحث وتظهر عدم ثقته في نفسه وذلك لأنه يحاول أن يظهر رأي الآخرين ودراستهم في مشكلة الدراسة أكثر من دراسته لمشكلة البحث العلمي. كما أن كثرة الاستدلال بالدراسات السابقة تجعل البحث العلمي ملل بشكل كبير. حيث أنه لا يظهر معلومات جديدة أبداً؛ لذا يوجد متوسط لعدد الدراسات السابقة في أغلب الأبحاث العلمية السابقة. وهي غالباً ما تكون ثلاثة دراسات سابقة، من كل نوع دراسة واحدة أي دراسة سابقة عالمية ودراسة سابقة إقليمية ودراسة سابقة محلية.


حجم الدراسات السابقة في الأبحاث العلمية كفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة:

قبل كل شيء من المتعارف عليه أن هناك فرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة في البحث العلمي وخصوصاً من حيث الحجم. أما من حيث حجم الدراسات السابقة فكل دراسة سابقة لا تأخذ أكثر من صفحتين كد أدني من حيث كتابة عناصرها الرئيسة. والنقد والتعقيب عليها من قبل الباحث أي فصل الدراسات السابقة مجمله لا يأخذ أكثر من عشرة صفحات من حجم البحث العلمي ككل. وهذا أقصى حد ممكن أن يصل الباحث إليه مع مقارنة نتائج البحث العلمي مع نتائج الدراسات السابقة.

وسوف نذكر مثال توضيحي على كتابة الدراسة السابقة وعرضها في البحث العلمي، وذلك ليتم التعرف على حجم الدراسة التي تستحوذها من البحث العلمي.


نموذج كتابة دراسة سابقة في البحث العلمي مع الشرح:

أول ما يتم استعراضه في الدراسة السابقة هو اسم الباحث وعنوان الدراسة السابقة وسنة النشر وهو فرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة. ومن ثم الانتقال إلى الهدف من الدراسة السابقة، وبعد ذلك أهم ما تم ذكره في الدراسة السابقة، وأخيراً نتائج الدراسة السابقة. بعد ذلك يقوم الباحث بالنقد والتعقيب على الدراسة السابقة.

المثال/ دراسة (محمد، محمد، 2019) بعنوان ” كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي “

هدفت هذه الدراسة إلى إظهار مدى أهمية الدراسة السابقة في الأبحاث العلمية. وتوضيح كيفية اختيار الدراسات السابقة، وهدفت أيضاً إلى تعريف الباحث في كيفية كتابة الدراسات السابقة في الأبحاث العلمية. وأهم ما قامت بذكره الدراسة هو أشكال الدراسات السابقة. وعدد الدراسات السابقة المسموح بها في البحث العلمي ومقارنة نتائج الدراسة السابقة مع نتائج البحث العلمي. ولقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها ما يلي: أن الدراسات السابقة تعتبر مصدر مهم للحصول على المعلومات. وإن العدد الأفضل للدراسات السابقة في البحث العلمي على شرط أن تتنوع هذه الدراسة السابقة. كما أن الدراسة أوصت على ما يلي: أنه من الأفضل ترتيب الدراسات السابقة بشكل تصاعدي. بناء على تاريخ نشر الدراسات السابقة، واختيار أحدث الدراسات السابقة.

نقد الباحث: لقد تميز الدراسة السابقة بطريقة عرضها للمعلومات وإجراء أدوات الدراسة المناسبة. ولكنها فشلت في اختيار عينة المجتمع الذي تم إجراء الدراسة عليه.

الفرق بين الإطار النظري والدراسات السابقة

ماهية عملية توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي

من المتعارف عليه أن الدراسات السابقة تعتبر نوع من أنواع المصادر والمراجع، وكما هو متعارف عليه أنه لابد من الباحث أن يقوم بتوثيق المصادر المستخدمة في البحث العلمي. وذلك حتى لا يقع نفسه في مشاكل السرقة العلمية التي تعرض الباحث كعقوبات هو بالغنى عنها. وأيضاً في حال لم يقم الباحث بتوثيق الدراسات السابقة يخلف صفة من أخلاقيات البحث العلمي وهي الأمانة العلمية، وبالتالي لا يتصف البحث العلمي بالكامل. فنستطيع القول بأن عدم توثيق الدراسات السابقة يترتب عليها الكثير من النتائج التي تضر الباحث أولاً ثم الجامعة المنتمي عليها الباحث ثانياً. لذا يعتبر من المهم التحدث عن توثيق الدراسات السابقة المستخدمة في البحث العلمي وهذا ما سوف نتحدث عليه اليوم وذلك لنعرف الباحث عليها وطرق التوثيق التي من المفضل أن يتبعها الباحث. ولكن قبل التطرق إلى توثيق الدراسة السابقة على اعتبارها أنها آخر خطوات الدراسات السابقة.


تلخيص الدراسات السابقة في الأبحاث العلمية:

ليس المقصود هنا بتلخيص الدراسات السابقة أي يعني تلخيص كل ما هو بالدراسات السابقة بل يتم تلخيص العناصر المهمة في الدراسات السابقة. والتي تفيد الباحث في البحث العلمي وخاصة أن عرض الدراسة السابقة كله على بعضهم لا يتجاوز أكثر من صفحة واحدة من صفحات البحث العلمي. فلا يقوم الباحث بتلخيص الدراسة السابقة دون أن يكون على علم ودراية بما سيحتويه تلخيص الدراسة السابقة. وهما اسم الباحث وعنوان الدراسة السابقة، وسنة نشر الدراسة السابقة، الأهداف الرئيسية للدراسة السابقة.

أهم ما ركزت عليه الدراسة السابقة، وتوصيات الدراسة السابقة، وأخيراً نتائج الدراسة السابقة. أما بعدها يجب أن تنتهى تلخيص الدراسة السابقة بنقد وتعقيب الباحث على الدراسة السابقة، ولكن على الباحث تجنب العديد من الأمور عند قيامه بتلخيص الدراسات السابقة في البحث العلمي.


ما يجب تجنبه عند القيام بتخليص الدراسات السابقة:

  1. تجاهل توثيق الدراسات السابقة في متن البحث العلمي وفي نهاية البحث العلمي أي بقائمة المراجع والمصادر في البحث العلمي.
    فمثلاً يقوم الباحث بذكر اسم الباحث عند البدء بتلخيص الدراسية فيقول في نفسه يكفي هذا.
    وذلك لكي لا يعطي الباحث قيمة، فهو يكون بذل أوقع نفسه في خطأ.
    والأعظم هو أن يقوم بتوثيق الدراسة السابقة في المصادر والمراجع ولا يقوم بذكر اسم الباحث في بداية تلخيص الدراسة أو بتحريف الاسم وذلك كي لا يحظى الباحث بانتشار اسمه.
  2. مقارنة كل ما هو في الدراسة السابقة بما في بحثك العلمي.
    فلا يتم إلا مقارنة نتائج البحث العلمي وبنتائج الدراسات السابقة.
  3. إظهار نقاط الضعف في الدراسة السابقة فقط والابتعاد عن نقاط القوة المتواجدة في الدراسة السابقة، وذلك لإظهار قوة بحثك العلمي.
  4. تلخيص الدراسة السابقة دون التأكد من صحة المعلومات التي تقوم بتلخيصها.
    فبذلك يكون البحث العلمي محتوي على معلومات خاطئة وأنت لا تعلم ولم تكتشف ذلك إلا عند مناقشة البحث العلمي
    واعتبارها نقطة ضعف في البحث العلمي بدل من أن تكون نقطة قوة.
    سوف تقول لماذا هكذا وأنت لم تقوم بهذا الدراسة فسيكون الرد باختصار القانون لا يحمل مغفلين.

كيفية التوثيق في الدراسات السابقة:

توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي هي ذات الشيء المهم. وعلى الرغم من أنها معروفة أنها دراسة سابقة إلا أنه من الضروري القيام بتوثيقها. ويتم توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي بأسلوبين رئيسين وهم ما يلي:

  • وتتم عملية توثيق الدراسات السابقة في متن البحث العلمي:
    فهي عند عرض الباحث للدراسة السابقة في البحث العلمي أول ما يقوم بكتابته هم اسم عائلة الباحث السابق، اسم الباحث، سنة النشر كله بين قوسين يفضل بينهما فاصلة وليس أي علامة أخرى.
    ومن بعدها يذكر اسم الدراسة نفسها، سنذكر أمثلة لتوثيق الدراسات السابقة في متن البحث العلمي في عدة مواقف:
  • توثيق الدراسة السابقة التي تعود إلى مؤلف واحد: فتكون كالتالي:

مثال/ دراسة (الهاشمي، محمد، 2017) بعنوان توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي.

  • توثيق الدراسة السابقة التي تعود إلى مؤلفين أو أكثر لم يذكرا في البحث من قبل، فتكون كالتالي:

مثال/ دراسة (القاسمي والهاشمي، 2018) بعنوان توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي.

  • توثيق الدراسة السابقة التي تعود إلى مؤلفين أو أكثر وذكرا في البحث من قبل، فتكون كالتالي: مثال/ دراسة (القاسمي وآخرون، 2017) بعنوان توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي.
  • توثيق الدراسات السابقة في قائمة المصادر والمراجع: وهي في نهاية البحث العلمي تكون ولابد أن يتم التوثيق بكلا الأسلوبين داخل المتن وفي قائمة المصادر والمراجع.
    فيتم اتباع التوثيق للدراسات السابقة في قائمة المصادر والمراجع بنفس الطريقة التي يتم فيها توثيق باقي المصادر والمراجع وليس كما تم توثيق الدراسات السابقة في متن البحث العلمي.
    أما من حيث طرق التوثيق في قائمة المراجع والمصادر فيها كالتالي:
  • طريقة MLA: ويتم فيها التوثيق بكتابة اسم عائلة الباحث للدراسة السابقة.
    ومن ثم اسم الباحث، عنوان الدراسة السابقة، مكان نشر البحث العلمي، دار النشر، سنة النشر.

مثال/ الهاشمي، محمد، دراسة توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي، الأردن، دار الزيتون للنشر، 2017.

  • طريقة APA: وهي نفس الطريقة المستخدمة في توثيق الدراسات السابقة في متن البحث العلمي وتم شرحها في النقطة السابقة.

في كافة الطرق المتبعة في توثيق الدراسات السابقة في البحث العلمي. سواء التوثيق في متن البحث العلمي أو في قائمة المصادر والمراجع لابد من توحيد التاريخ المستخدمة عند كتابة سنة النشر فأما أن تكتب جميعها بالتاريخ الهجري أو أن تكتب بالتاريخ الميلادي.