أنواع المناهج العلمية
يعرف المنهج بأنه نقطة البداية والسير في طريق تحصيل المعلومات الخاصة بالبحث العلمي وترتيبها. إذ يقوم الباحث من خلال المنهج العلمي بالسير وفق معالم واضحة في طريق تجميع وترتيب المعلومات الخاصة بالبحث العلمي، _ ولحسن الحظ_ قام العلماء بدراسات مكثفة لإيجاد كافة المناهج العلمية التي يمكن للباحث اتخاذها بكل سهولة وفق ما تقتضيه متطلبات بحثه العلمي، وفي مقالنا هذا سنقوم بإيضاح أنواع مناهج البحث العلمي بداية بتعريفها ثم بتفصيلها والوقوف على حيثياتها.
قام العلماء بتقسيم هذه المناهج بشكل أساسي إلى:
- المنهج الوصفي: يعتمد المنهج الوصفي على وصف ظاهرة أو مشكلة بحثية، وصفاً كافياً شاملاً لكافة جوانبها.
- المنهج التحليلي: في هذا المنهج سيقوم الباحث بإشغال بإعطاء تفسيرات وتفصيلات للمعلومات التي بين يديه.
- المنهج التجريبي: يقوم هذا المنهج على اجراء التجارب واستخلاص النتائج منها.
- المنهج التاريخي: لاشك أن المقصود به الطرح التاريخي للوقائع والأحداث.
- المنهج المقارن: وهو الذي تتم خلاله عملية المقارنة بين الظواهر والعوامل المختلفة.
- المنهج الاستقرائي: وهو ما يعبر به الباحث عن ظاهرة وفقاً لوجهات النظر الناجمة عن القراءة والاطلاع المستفيض عن هذه الظاهرة.
أهم مناهج البحث العلمي المستخدمة:
في الواقع، فإن مناهج البحث العلمي كلها مهمة وكله لا غنى للباحث عنها، ولكن يظل هناك بعض مناهج البحث العلمي يستخدمها الباحثين بشكل أساسي وموسع، وهي:
أولاً: المنهج الوصفي: يوضح الباحث في هذا المنهج المشاهد الحية والصور التوضيحية للظاهرة التي يقوم بدراستها، ويعتبر المنهج الوصفي هو الأكثر استخداماً حول العالم بشكل عام، يأتي التساؤل لماذا؟، ولعل الإجابة في كون هذا المنهج مناسب بشكل كبير لتناول الظواهر الاجتماعية والمشكلات البيئية بشكل أساسي.
ثانياً: المنهج التاريخي: يتطلب المعرفة الممتازة بالتاريخ والأحداث، إذ أن ربط الماضي بالحاضر يساعد في فهم واستدراك المستقبل.
ثالثاً: المنهج التجريبي: الكشف عن الشيء الجديد لابد وأن يرتبط بتجربته للوقوف على محدداته، وهذا بالضبط ما يقوم به الباحث في المنهج التجريبي، وهو الأكثر الاستخداماً في المجال الطبي والتربوي.
رابعاً: المنهج التحليلي: يُفسر، يُوضح، ينتقد، ويناقش، هذا هو الوجه الأساسي للمنهج التحليلي، حيث يكون أشبه ب(نقاش متعدد الأطراف) يقوم فيه الباحث بمناقشة ما لديه من معلومات وعرضها على الآراء المختلفة.
كيف تختار المنهج الصحيح المناسب لبحثك العلمي؟
السير في الطريق الخطأ، لابد وأن يكون مخرجه خاطئ أيضاً، وهذا من المسلمات والقواعد العلمية، وبالتالي تنطبق هذه القاعدة وبشدة على البحث العلمي، حيث أنه إذا سلك الباحث المنهج العلمي الخاطئ في استقطاب وجمع المعلومات وكتابتها، فإن النتائج ستكون خاطئة أو منقوصة، إذاً على الباحث أن يختار المنهج العلمي وفقاً للمحددات التالية:
- النظر في موضوع البحث العلمي ومعرفة إلى أي مجال من المجالات ينتمي هذا الموضوع، هل هو اجتماعي أم تربوي أم طبي أم غيره؟.
- معرفة مجال البحث العلمي يساعد على معرفة متطلبات الحصول على المعلومات.
- يتم النظر في طبيعة المعلومات وكيفية صياغتها أيضاً، فمثلاً إن كان الطرح يعتمد على السرد التاريخي فهنا سنختار المنهج التاريخي.. وهكذا.
- خصائص الظاهرة المدروسة نفسها تساهم في تحديد طبيعة المنهج العلمي، فمثلاً إذا كانت الظاهرة تحتمل التجربة فالمنهج التجريبي مطابق لها… وهكذا.
كيف يمكن الجمع بين أكثر من منهج في منهج واحد؟
لابد أن يعلم الباحث أن مجال البحث العلمي من شدة تشعبه أدى إلى وضع قاعدة تقول: (يمكن الجمع بين أكثر من منهج علمي في سياق واحد)، وعلى الباحث أيضاً أن يعرف أن طريقة الجمع هذه تتم وفقاً لعدة محددات ومعايير وهي:
- لا يُستثنى أي منهج من المناهج من قاعدة الجمع، فيمكن الجميع بين أي منهجين من مناهج البحث.
- النقطة السابقة تثبت أنه يمكن الجمع بين أي منهجين، ولكن الأدق والأصوب هو وجود ضوابط لهذا الجمع أيضاً، تشير عنها النقاط القادمة.
- لابد أن تكون المناهج المجمعة متوافقة فيما بينها من خلال الطرح المعلوماتي.
- يجب أن يكون الجمع صادق، بمعنى أن يكون الباحث بالفعل قد استخدم في طرحه صفات المنهجين.